عدد المساهمات : 782 تاريخ التسجيل : 20/03/2013 الموقع : عرب سكول
موضوع: الكعبة الشريفة هي أطهر مكان على وجه الأرض الخميس يونيو 13, 2013 8:45 pm
شهدت الكعبة الشريفة، منتصف الأسبوع الحالي، عملية التنظيف العادية، استعدادا لاستقبال الملايين من عشاق بيت الله الحرام، خلال شهر رمضان المعظم، ليرسموا صور التوحيد والوحدة الرائعة التي جسّدوها منذ أن اعتنقوا دين التوحيد، فارتضوا التوجّه في صلاتهم نحو الكعبة الشريفة، وانتهوا بالحج إلى الكعبة الشريفة، التي برغم ما تحمله من معاني الوحدة، فهي باهرة المنظر، خاصة بالطوافين العابدين المحلقين من حولها، مثل الكواكب حول الشمس. [rtl] وتُغسل الكعبة الشريفة بماء زمزم، ثم تجفّف، ويتم تعطيرها بدهن العود المعطّر، الذي هو أرقى العطور على وجه الأرض، إضافة إلى ماء الورد الحقيقي، مما يجعلها أنظف وأطهر مكان على وجه الأرض، خاصة أن الذين يلمسونها ويطوفون من حولها جميعا مطهرون، وغالبيتهم معطرون أيضا، ويُقدّم ملك السعودية عطر دهن العود هدية منه كما جرت العادة، ويساهم في غسل الكعبة محترفون في التطهير، يساعدهم رمزيا الملك أو ولي العهد أو أمير مدينة مكة، كما حدث يوم الاثنين الماضي، إضافة إلى ديبلوماسيي الدول الإسلامية، ومنهم أعضاء من السفارة الجزائرية في المملكة العربية السعودية، ويُقدم الآلاف من المسلمين خدماتهم على أمل أن يتشرفوا بتطهير الكعبة الشريفة، ولكن هيهات، لأن هذا التشريف لا يمكن تحقيقه لقرابة مليار وست مئة مليون مسلم.[/rtl] [rtl] وبدأ تطهير الكعبة الشريفة في عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي كلف ابنه إسماعيل عليه السلام بكسوتها، ثم أشرف بنو هاشم، ومنهم جد الرسول صلى الله عليه وسلم، عدنان، على كسوة الكعبة، ولكن التاريخ يشهد على أن تُبّع أبا كرب أسعد، هو الذي جعل من تنظيف وكسوة الكعبة الشريفة عملا يقوم به الأشراف، قبل قرنين من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبقيت الكعبة للقرشيين بعد الإسلام والهاشميين، إلى يوم فتح مكة، حيث ساعد الصديق أبو بكر الرسولَ صلى الله عليه وسلم في تطهيرها وكسوتها بقماش تم استقدامه من اليمن، واختار لها عمر بن الخطاب، خلال حكمه الذي جاوز العشر سنوات، ما يسمى بالقباطي، وهو نوع من الثياب البيضاء، تم استقدامه من مصر بعد فتحها على يد الصحابي عمرو بن العاص، وداومت مصر على صناعة كسوة الكعبة إلى غاية عام 1942.[/rtl] [rtl] وإذا كان غسل الكعبة يتم مرتين في السنة في شهر شعبان استعدادا لزوار بين الله الحرام من معتمري رمضان، وفي ذي الحجة استعدادا للملايين من الحجاج، فإن تغيير كسوة الكعبة، يتم مرة واحدة في السنة، ويأمل السعوديون ومعهم الملايين من المسلمين، أن يصبح كل ما هو موجود في البقاع المقدسة من مأكل وملبس وهدايا وخاصة أدوات تنظيف بيت الله من صناعة إسلامية في بلاد الحجاز، وكان الملك عبد العزيز عام 1926 قد أقام مصنعا في أم القرى لأجل صناعة الكسوة الشريفة، وفي عام 1977 تم إنجاز مصنع آخر يتكوّن من عدة أقسام تدخل في الكسوة ومشتقاتها، مثل الصباغة والنسيج اليدوي والآلي والستارة الداخلية والأحزمة، ويقوم على هذا العمل فنانون وعمال يقارب تعدادهم الثلاث مئة عامل، وكسوة الكعبة من الحرير الطبيعي، وهو أرقى أنواع الحرير على الإطلاق، مصبوغ بالأسود ومنقوش عليه كلمات التوحيد وسورة الإخلاص، وفي زوايا الكعبة قناديل، وكل الخيوط التي يراها زائر بيت الله الحرام على الباب هي من الخيط الذهبي والفضي.[/rtl] [rtl] وعشق حجاج بيت الله للكعبة، أخذ أبعادا بِدعية من التمسّح بالستائر والدعاء أمام ستائرها، وهي البدع التي رفضها كل الفقهاء، ومنهم من اعتبرها من الشرك الأكبر، وقال المرحوم صالح بن العثيمين إن محاولة التقرّب لله عبر الكعبة لا أصل له في الشرع مما يعني أنه بدعة، ومعروف عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يمسح بيده سوى الركن اليماني والحجر الأسود، والتمسّح بأي مكان آخر سواء في الكعبة أو في سواها من الأماكن بالبقاع المقدسة، هو من البدعة التي هي ضلالة لا مكان لها سوى النار، ولحسن الحظ أن حراسا شدادا يتواجدون على الدوام قرب الكعبة الشريفة، وإلا لتحولت إلى مبكى ومزار لا يختلف عن الأضرحة أو ما يفعله الشيعة في النجف وكربلاء أمام قبري الإمامين علي والحسين رضي الله عنهما.[/rtl] [rtl] ويروى أن معاوية بن أبي سفيان شوهد يتمسّح بكل أركان الكعبة، فأسرع نحوه عبد الله بن عباس ونهاه عن فعل ذلك فانتهى، وقال له إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يلمس غير الركن اليماني في الكعبة، وأيضا الحجر الإسود.[/rtl] [rtl] ويبقى أن الإمساك بتستائر الكعبة من دون جعلها واسطة بين المخلوق والخالق لا حرج فيه، حسب كل الفقهاء، وهو ما يقوم به الكثير من زوار بيت الله الحرام، ومنهم الجزائريون الذين يعتمرون ويحجون، وشغفهم بالكعبة الشريفة جعلهم يضعون صورها على جدران بيوتهم وفي مكاتبهم وفي كل الصور التي يزينون بها دفاترهم، ومجسماتها موجودة في مختلف المصوغات الذهبية، وطبعا في قلوب الجميع، وفي السنوات الأخيرة انتشر بكثرة اسم ريتاج أو رتاج بين المواليد الجدد، على قناعة من الجزائريين بأن الاسم يعني ستائر أو باب الكعبة أو حتى مفاتيحها، رغم أن ذلك من الأخطاء في اللغة العربية، إذ لا يوجد إطلاقا كلمة رتاج، وإنما رتاج ومعناها الباب الضيق، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حث على حُسن اختيار الألقاب، عندما قال إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فحسّنوا أسماءكم، فإن إسم ريتاج من الأخطاء الشائعة، لأن لا علاقة له بالاسلام، عكس كلمة صفاء ومروة وغيرها من الأسماء التي اشتقها المسلمون من شعائر الله.[/rtl] [rtl] هذا الاهتمام الذي خصّه المسلمون بنواة الكرة الأرضية، وهي الكعبة التي يطوفون من حولها، كما يحدث في خلايا الجسم والأفلاك والمجرّات، هو الذي جعلها الأطهر على وجه الأرض، لأنها منظفة دائما من طرف اختصاصيين يستعملون أطهر العطر، ولأن زوارها من أطهر الناس، حيث لا يمسسها أبدا إلا المطهرون، كما تحمل رسائل روحية واجتماعية وتاريخية، فهي المكان الذي حطّ فيه رحاله آدم وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وخاتم الأنبياء محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن حولها طاف أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والمبشرون الباقون، وعظماء الأمة من أمثال سيد قطب وعبد الحميد بن باديس، وجميعهم دعوا بجوارها لأمة الإسلام من السابقين واللاحقين.[/rtl] [rtl] ويعترف الغربيون من كل الديانات وحتى ممن لا دين له، أن الكعبة هي المكان الأطهر في العالم، وهي المكان الذي يدهشهم كلما شاهدوه، خاصة عند الأذان، حيث يكون مئات الآلاف يطوفون من حولها، لكل منهم لغة ومستوى تعليمي ولون بشرة وبأعمار وأجناس مختلفة، وبمجرد أن يسمعوا حيّ على الصلاة، حتى يقفوا كرجل واحد، يولّون وجوههم شطر الكعبة في حركة واحدة، أدخلت الكثير من النصارى ومن لا دين لهم دين التوحيد، وبالتأكيد سارعوا إلى زيارة هذا المكان الخلاب المبهر، وأيضا عند رؤيته بالعين المجردة، حيث يتأكد القارئ لهذه الكلمات أن الطواف حول الكعبة هو أروع سياحة ومتعة في الحياة الدنيا.. فما بالك في الآخرة.[/rtl]